أحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في مجال الخدمات المالية، إذ أصبح يُستخدم على نطاق واسع في عمليات التداول لتحليل بيانات السوق والحصول على أفكار استثمارية وبناء المحافظ.

وباستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن للمستثمرين تحليل كميات ضخمة من البيانات مثل تحركات الأسعار التاريخية، واتجاهات السوق، والمؤشرات الاقتصادية بسرعة ودقة، ما يساعدهم على اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة.

يشير مصطلح التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لتحليل بيانات السوق الأساسية والفنية والأسهم التاريخية والحصول على أفكار استثمارية وبناء المحافظ وشراء وبيع الأسهم تلقائياً.

وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي البيانات لحساب تقلبات أسعار الأسهم، وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه التقلبات، وتنفيذ عمليات البيع والتداول، ومراقبة السوق المتغير باستمرار.

أنواع التداول بالذكاء الاصطناعي

1- التداول الكمي: يستخدم النمذجة الكمية لتحليل سعر وحجم الأسهم والصفقات، وتحديد أفضل الفرص الاستثمارية.

2- التداول الخوارزمي: يستخدم الخوارزميات التي تتخذ قرارات بناءً على البيانات التاريخية لتنفيذ قرارات التداول، تطبق هذه الخوارزميات التعلم الآلي والتعلم العميق لتحليل اتجاهات السوق والأخبار المالية قبل إجراء عمليات التداول.

ويتزايد الإنفاق على تدريب الذكاء الاصطناعي في المجالات المالية بشكل مستمر، إذ من المنتظر أن يصل إلى 2.3 مليار دولار في عام 2025، ومن المتوقع أن يتمكن خلال العقد الحالي من تحسين إيرادات الشركات المالية والمستثمرين الأفراد بنسبة قد تصل إلى 30 في المئة، بحسب دراسة صادرة عن «ماكينزي».

وتستخدم أكثر من 50 في المئة من الشركات المالية في الولايات المتحدة برامج الذكاء الاصطناعي في عمليات التداول.

ومن المتوقع أن تنمو صناعة الذكاء الاصطناعي التوليدي، من سوق حجمها 40 مليار دولار في عام 2022 إلى سوق بقيمة 1.3 تريليون دولار في عام 2032، وفقاً لبلومبرغ إنتلجنس.

مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول

قال محمد سعيد، خبير أسواق المال، إن استخدام أجهزة الحواسيب في عمليات التداول هو أمر شائع منذ زمن، إذ توجد برامج معينة للتداول الآلي يمكنها أن تتخذ قرارات البيع والشراء في أقل من ثانية.

وأضاف لمنصة (CNN الاقتصادية) أن القرارات التي تتخذها تلك البرامج سواء ببيع الأسهم أو شرائها تعتمد على التحليل الفني لأداء الأسهم، مشيراً إلى أن تلك البرامج الآلية أسهمت في تغيير عملية التداول خلال العقد الأخير وزادت حدة التذبذبات السعرية في أسواق الأوراق المالية وسرعتها.

وقال خبير أسواق المال «مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة لم يعد الأمر يقتصر على اتخاذ قرارات آلية بالتداول، بل أصبح الذكاء الاصطناعي يبني توقعات مستقبلية لأداء الأسهم والسندات باستخدام الخوارزميات والإحصاء لتحليل السلاسل الزمنية الماضية والحاضرة لاستنباط أداء الأسهم المتوقع في المستقبل».

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يستخدم فقط التحليل الفني للأسهم، بل يستخدم التحليل الأساسي، مثل البحث عن آراء المستثمرين في أداء السهم على منصات التواصل الاجتماعي، وبناء رؤية استثمارية عطفاً على هذه الآراء.

وأكد سعيد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التداول له العديد من المزايا، من بينها تحييد العنصر البشري وتقليص الأخطاء البشرية التي قد تتأثر بالجانب العاطفي أو جوانب أخرى، بالإضافة إلى دقة وجودة وسرعة اتخاذ القرارات، ولكن على الرغم من هذه الميزات، يرى أنه لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على برامج الذكاء الاصطناعي كآلية واحدة لاتخاذ القرارات الاستثمارية في عالم تداول الأوراق المالية، إذ قد تتخذ تلك البرامج قرارات خاطئة بناءً على أخبار ومعلومات قد تتغير فجأة من إيجابية إلى سلبية أو العكس.

ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي استيعاب كميات كبيرة من البيانات، وبناء القرارات الاستثمارية عطفاً عليها، ولكن إذا تمت تغذية هذا الذكاء الاصطناعي في الأصل ببيانات خاطئة من قبل المبرمجين البشريين، فإن القرارات التي يتخذها ستكون بالتأكيد غير صحيحة بناء على تلك البيانات.

وشدد خبير أسواق المال، محمد سعيد، على أهمية أن يقع القرار النهائي في عملية التداول على عاتق مدير استثمار بشري.