قال رئيس وزراء بريطانيا السابق، بوريس جونسون، إن الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة تقفان معاً على حافة مشروع كبير؛ لأنه لأول مرة منذ ستة آلاف عام، سيحقق استخداماً مثمراً في مشاريع مزرعة الرياح البحرية في دوغر بنك ساوث، على حد قوله.

جاء ذلك في افتتاح الدورة الجديدة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، يوم الثلاثاء، المنعقدة بمركز أدنيك بأبوظبي، لتسليط الضوء على الأهمية القصوى للالتزام بمعايير الاستدامة، وذلك من أجل الدفع بجدول أعمال مستقبل الطاقة الجديدة التحويلية المستدامة.

وحول هذا المشروع، قال جونسون إن الإمارات تملك الآن 49 في المئة من المشروع، وسيكون مولداً هائلاً للكهرباء النظيفة والخضراء والطاقة المتجددة التي تمتد على مساحة 500 كيلومتر مربع، وتنتج ما يكفي من الطاقة لتزويد ثلاثة ملايين منزل بالطاقة، علماً أن قيمة المشروع 11 مليار جنيه إسترليني، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية.

وتقع هذه المنطقة على بُعد أكثر من 100 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي لإنجلترا، علماً أنه يتكون من موقعين منفصلين، وتستطيع مشاريع دوغر بنك ساوث توليد ما يكفي من الكهرباء لتلبية متوسط احتياجات الطاقة المحلية السنوية لنحو ثلاثة ملايين منزل في بريطانيا، وفقاً لشركة مصدر.

ويأتي المشروع ضمن جهود الإمارات وبريطانيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما يقدم المشروع نموذجاً يحتذى للتعاون الدولي، وفقاً لشركة مصدر التي تتشارك مبادلة ملكيتها مع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، إذ تسعى إلى رفع طاقتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة إلى 100 غيغاواط على الأقل بحلول عام 2030.

وأضاف جونسون أن الإمارات ساعدت المملكة المتحدة في تغيير طريقتها في توليد الطاقة بالكامل، مشيراً إلى مشروع (مصفوفة لندن) لطاقة الرياح بقدرة 630 ميغاواط، والذي شهد إطلاقه عندما كان عمدة لندن، قبل أكثر من عشر سنوات.

نجاح كوب 28

وعن استضافة العاصمة الإماراتية القمة العالمية لطاقة المستقبل، قال جونسون إنه لا يمكن أن يكون هناك مكان أفضل من أبوظبي لعقد قمة حول موضوع الهيدروجين الأخضر الحيوي، حيث تعد واحدة من أعظم مراكز الابتكار التكنولوجي في العالم، مضيفاً أنه اكتشف ذلك منذ أكثر من عشر سنوات عندما زار الإمارات للمرة الأولى، ممثلاً للحكومة المحلية في المملكة المتحدة.

وأضاف أن هذه كانت بداية العصر الذهبي للتعاون والشراكة بين المملكة المتحدة والإمارات، كما وجّه التهنئة على نجاح مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28 الذي استضافته الإمارات في ديسمبر كانون الأول الماضي.

وأضاف أنه ساعد في إدارة مؤتمر كوب 26 في غلاسكو، ويعلم مدى صعوبة حث 198 دولة في الأمم المتحدة على الاتفاق، لتبني إجراءات لمعالجة تغير المناخ، مشيداً بجهود الإمارات وما توصل إليه المؤتمر في دورته الثامنة والعشرين.

وقال إن الإمارات تمكنت من إقناع العالم بأسره، للإجماع على التحرك للتخلص تدريجياً من الوقود الأحفوري.

وكانت الأطراف المشاركة في كوب 28، تعهدت بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، كما التزمت شركات قطاع النفط المشاركة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع التركيز على تعزيز الابتكار لتوفير مصادر وقود بديلة مثل الهيدروجين الأخضر.

كما شهد المؤتمر، اتفاق الإمارات التاريخي الذي أسهم في صياغة مفاهيم جديدة لآليات مواجهة التغير المناخي، مع منح الأولوية في ذلك للحلول المبتكرة التي تقدمها مجموعة متنوعة من الجهات المعنية.

وعلى هامش القمة، التقى جونسون مع رئيس مؤتمر الأطراف (كوب 28) سلطان الجابر، إذ ناقش الجانبان أهمية تعزيز مبادرات الطاقة النظيفة وتسريع العمل المناخي لتحقيق الأهداف المحددة في توافق الإمارات العربية المتحدة.

وتنعقد الدورة السادسة عشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل في الفترة من 16 إلى 18 أبريل في مركز أدنيك أبوظبي، إذ تعتبر القمة منصة عالمية تعمل على تشكيل تطور أنظمة الطاقة العالمية في المستقبل من خلال تعزيز المعارف العالمية والتعاون بين الجميع لتأمين حلول أنظف وأكثر استدامة.

وتركز القمة هذا العام على كيفية مُضي القيادة الدولية للاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قدماً بالاعتماد على إنجازات كوب 28، وتسريع التقنيات المبتكرة والتعاون اللازم لمعالجة حالات الطوارئ المناخية في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن تسليط الضوء على الفوائد العملية للاستدامة في تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى.