تعود الحياة لطبيعتها بأسرع من المتوقع إلى دولة الإمارات بعد تعطلها على مدار يومين إثر تعرضها لعاصفة تاريخية مصحوبة بهطول أمطار غير مسبوقة لم تشهدها البلاد من قبل.

وأفاد ماجد الجوكر، الرئيس التنفيذي للعمليات في «مطارات دبي»، بأن عودة مطار دبي الدولي إلى حركته الطبيعية ستكون خلال أقل من 24 ساعة، مشيراً إلى أن العودة إلى الوضع الطبيعي تعني عودة الجدول التشغيلي للمطار إلى المعتاد وعمل المطار بطاقته الاستيعابية الكاملة.

وبسبب التغيرات المناخية، أدّت العاصفة إلى هطول أمطار قياسية غمرت الطرق السريعة وعطلت حركة المرور وحاصرت الناس في منازلهم.

.

وتم تسجيل رقم قياسي من الأمطار بلغ 254 ملم (10 بوصات) في مدينة العين، وهي مدينة على الحدود مع سلطنة عمان، وكان هذا هو الأكبر على الإطلاق خلال فترة 24 ساعة منذ بدء التسجيل في عام 1949.

وتساقطت الأمطار في دبي بمعدل مئة ملليمتر (نحو 4 بوصات) على مدار 12 ساعة فقط يوم الثلاثاء، وفقاً لملاحظات الطقس في المطار، وهو ما يقارب ما تسجله الإمارة عادةً خلال عام كامل، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

بداية العاصفة

وكانت العاصفة قد ضربت سلطنة عمان في البداية يوم الأحد قبل أن تضرب الإمارات يوم الثلاثاء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتسبب في اضطرابات كبيرة في الرحلات الجوية حيث تحولت مدارج الطائرات إلى برك مياه.

وورد أن ما لا يقل عن 20 شخصاً لقوا حتفهم في الطوفان في السلطنة، بينما توفي شخص آخر إثر الفيضانات في إمارة رأس الخيمة.

سبب العاصفة.. تغير مناخي أم تلقيح سحابي؟

وتشتهر دولة الإمارات عادةً بمناخها الصحراوي الجاف والتي تصل فيها درجات حرارة الهواء في الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية.

وفي أعقاب أحداث الثلاثاء، أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان تلقيح السحب، وهي العملية التي أجرتها الدولة مسبقاً عدة مرات هي التي سببت هطول الأمطار الغزيرة بهذا الكم.

وتعرف عملية تلقيح السحب بأنها عملية يتم فيها زرع المواد الكيميائية في السحب لزيادة هطول الأمطار في بيئة تعاني من ندرة المياه.

وتتولى الدولة، التي تقع في واحدة من أكثر المناطق حرارة وجفافاً على وجه الأرض، قيادة الجهود المبذولة لاستمطار السحب وزيادة هطول الأمطار.

ولكن هذه المرة، لم تلعب عمليات التلقيح أي دور في هذه الأمطار، إذ أكدت هيئة الأرصاد الجوية الإماراتية أنه لم تكن هناك أي عمليات تلقيح سحابي قبل العاصفة.

ويقول الخبراء إن هطول الأمطار الغزيرة كان على الأرجح بسبب نظام الطقس الطبيعي الذي تفاقم بسبب تغير المناخ.

فكان نظام الضغط المنخفض في الغلاف الجوي العلوي، إلى جانب الضغط المنخفض على السطح، بمثابة «ضغط» على الهواء، وفقاً لإسراء النقبي، إحدى كبار المتنبئين في المركز الوطني للأرصاد الجوية الإماراتي.

وأضافت أن هذا الضغط، الذي اشتد بسبب التناقض بين درجات الحرارة الأكثر دفئاً عند مستوى الأرض ودرجات الحرارة الباردة في الأعلى، خلق الظروف الملائمة لعاصفة رعدية قوية.

وقالت إن «الظاهرة غير الطبيعية» كانت متوقعة في أبريل نيسان، لأنه عندما يتغير الموسم يتغير الضغط بسرعة، مضيفة أن تغير المناخ أسهم على الأرجح في العاصفة.

ويقول علماء المناخ إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الناجم عن تغير المناخ الذي يقوده الإنسان، يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هطول الأمطار الغزيرة.

جهود وتوجهات الدولة خلال وبعد العاصفة

عمل جميع العاملين في فرق الطوارئ والأزمات الوطنية والمحلية والجهات المختصة في إدارة عمليات الإنقاذ والإجلاء على قدم وساق خلال الأمطار والسيول والظروف المناخية الصعبة التي شهدتها الدولة ما كان له كبير الأثر في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

.

ووجه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار الغزيرة القياسية.

ووجه رئيس الدولة بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار في مختلف مناطق الدولة، وأمر بنقل الأسر المتضررة إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلية.