تُعد أنغامي أكبر منصة للبث الموسيقي المرخص في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من ذلك فإن المحتوى العربي لديها لا يتعدى ما نسبته واحد في المئة.

وقال إيلي حبيب المؤسس الشريك في أنغامي لـ«CNN الاقتصادية» إن السبب ليس في الإبداع العربي، إنما بسبب شُح التمويل لإنتاج المحتوى، وعدم شمولية تطبيق قوانين حقوق الملكية الفكرية.

وأشار حبيب إلى تزايد أهمية موضوع القرصنة وحماية المحتوى يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أن العبرة في تطبيق القوانين لضمان حقوق المبدعين من أجل تكثيف إنتاجهم، وقال «رغم بعض الإنجازات التي تحققت، لا يزال الفنان العربي يحقق عائدات أقل من نظيره الأجنبي بسبب انتهاكات حقوق الملكية الفكرية وغياب الدافع المادي الذي يحثه على زيادة إنتاجه».

كلفة المحتوى.. وتمييز الخدمات

وقال حبيب إن العالم «يشهد تغييراً مدفوعاً جزئياً بالتضخم، الأمر الذي تسبب في زيادة تكلفة إنتاج المحتوى، غير أننا لا يمكننا الاستمرار في زيادة تكلفة اشتراك البث التي بقيت على سعرها رغم كل التقلبات الاقتصادية».

وأضاف «بالنسبة لاشتراكات الموسيقى، فقد كانت تقريباً خمسة دولارات منذ إطلاقنا للمنصة، والآن بعد مرور 10 سنوات تقريباً، لا يزال سعرنا دون تغيير، لكن من الواضح أن التكاليف التشغيلية للمحتوى والعمالة وغيرهما، قد زادت بشكل كبير مع مرور الوقت، خاصة خلال العامين الماضيين بسبب التضخم العالمي».

ونفى حبيب أن يكون توجه سوق البث المباشر نحو زيادة سعر الاشتراك، متسائلاً عن مدى استعداد المستخدم لدفع المزيد، ويرى أن صناعة البث تتكيف حالياً مع المنافسة من خلال الدمج عبر الخدمات وإبرام شركات توفر التجربة المثلى للعميل، مضيفاً أنه «في نهاية المطاف المستهلك لا يريد أن يدفع مقابل خدمة واحدة فقط».

الذكاء الاصطناعي بمواهب عربية

وسعياً لتنويع منتجاتها، طرحت أنغامي منذ عام تقريباً خدمات الكتاب الصوتي القصير الذي أعرب حبيب عن نية الشركة بزيادة الاستثمار فيه، مشدداً على أهمية تنويع الخدمات وبمستويات متعددة لضمان تجربة فريدة وقيمة مضافة للمستخدمين.

هذا إلى جانب دخول الشركة في معترك تنظيم الحفلات الموسيقية والتعاقد حصرياً مع فنانين مثل عمرو دياب، بالإضافة إلى حث المواهب الشابة على المشاركة الفعالة في الموسيقى من خلال مطعم أنغامي لاب في رياض بوليفارد.

كما أطلقت أنغامي مؤخراً خاصية أنغامي غولد القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي توفر الكثير من المزايا العملية للمستخدمين.

ويقول حبيب إن «هذا المشروع طُور بالكامل داخل الشركة وبمواهب عربية شابة، ونحتاج إلى فترة ستة أشهر لاختبار خدمة الذكاء الاصطناعي المستحدثة على تطبيق أنغامي، والتي لاقت رواجاً بين مشتركينا قبل التوسع بمنتج أنغامي غولد».

الإجهاد من الاشتراك

واستبعد حبيب حدوث موجة لإلغاء الاشتراكات في العالم العربي في الوقت الراهن جرّاء ما يُعرف بإجهاد الاشتراك، الذي تعاني منه بريطانيا وأميركا نظراً إلى كثافة المحتوى وكثرة المزودين، متوقعاً بلوغ هذه المرحلة في آجال قصيرة.

وأوضح أن نسبة انتشار خدمات المحتوى المتعدد الوسائط لا يزال متواضعاً في المنطقة مقارنة بالولايات المتحدة التي باشرته منذ وقت طويل، مشيراً إلى أن نسبة انتشار خدمات الموسيقى تبلغ نحو 10 في المئة في منطقة الشرق الأوسط.