تمكن مالك إحدى سيارات تسلا من تسجيل مقطع فيديو لتجربته أجدد تحديث لبرنامج القيادة الذاتية (الإصدار 12)، وأظهر المقطع السيارة وهي تخرج بشكل مستقل من مرآب تحت الأرض وتعود بمالكها إلى منزله، تحت إشرافه لكن دون أي تدخل منه.

وكان من المفترض أن تطلق تسلا الإصدار 12 العام الماضي لكنه أجل، ثم بدأت شركة صناعة السيارات الكهربائية في دفع التحديث في فبراير شباط من العام الحالي لعدد محدود من العملاء.

وتمكن مالك سيارة تسلا من استخدام أحدث إصدار في القيادة على طرقات المدينة ليلاً، مشيداً -في منشور على منصة إكس- بتركها مساحة كافية لمرور السيارات الأخرى في المفترقات والإشارات المرورية، وقدرتها على المناورة بامتياز في الطرق المزدحمة، وتغيير الحارات على الطرق السريعة.

.

نظام تسلا للقيادة الذاتية

ويختلف التحديث الأخير عن التحديثات السابقة في أن عناصر التحكم في السيارة قائمة على «شبكات عصبية» بدلاً من تشفيرها بواسطة المبرمجين؛ والنظام لحالي يعتمد على تغطية مستشعرات متقدمة مكونة من ثماني كاميرات ومعالجة قوية للرؤية توفر للسائق رؤية بزاوية 360 درجة وذات نطاق يصل إلى 250 متراً، وفقاً لموقع تسلا الرسمي.

في أبريل نيسان الماضي، خفضت شركة تسلا سعر اشتراكها في برنامج القيادة الذاتية الكاملة (FSD) إلى 99 دولاراً شهرياً، بانخفاض من 199 دولاراً شهرياً، إذ كانت تهدف شركة تصنيع السيارات الكهربائية إلى «تعزيز اعتماد نظام مساعدة السائق المتقدم» قبل الإعلان عن أرباح الربع الأول.

.

وجاء خفض الأسعار بعد أسبوعين من إطلاق تسلا نسخة تجريبية مجانية مدتها شهر واحد من (FSD) لعملائها في الولايات المتحدة الذين يملكون سيارات متوافقة مع التحديث.

وبعد مواجهتها انتقادات بسبب حوادث الأنظمة السابقة، بالإضافة إلى تصنيف معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة أنظمة تسلا بـ«الضعيفة»، تشير تسلا الآن إلى البرنامج باسم «Supervised FSD» لتوضيح أن البرنامج لا يحول سياراتها إلى مركبات ذاتية القيادة، ولا يزال السائقون البشريون بحاجة إلى الإشراف على برنامج القيادة غير الذاتي.

نتائج تسلا

لكن نتائج تسلا الفصلية جاءت أسوأ من التوقعات، إذ تراجع صافي أرباحها بنسبة 55 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من 2024، إلى 1.1 مليار دولار، منخفضة من 2.5 مليار دولار المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وقالت الشركة إن إجمالي الإيرادات تراجع بنسبة 9 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري ليصل إلى 21.3 مليار دولار، وهو أكبر انخفاض على أساس سنوي منذ عام 2012، وكانت الإيرادات بلغت 23.3 مليار دولار العام الماضي في الفترة ذاتها.

أنظمة القيادة الذاتية في مرمى الانتقادات

وكان معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS)، الذي يقيّم السيارات وسيارات الدفع الرباعي من حيث السلامة، صنف نظام القيادة الذاتية لشركة تسلا وما يسمى بأنظمة القيادة الذاتية الكاملة بأنه «ضعيف» في مارس آذار الماضي.

ووفقاً للمعهد فإنه عند فحصه ما يسمى أنظمة مساعدة السائق المتقدمة مثل نظام تسلا للقيادة الذاتية وجدها ناقصة، وتجمع هذه الأنظمة بين أجهزة استشعار وتقنيات مختلفة لمساعدة السائق على إبقاء السيارة في مسارها وتجنب الاصطدام بالمركبات الأخرى في الأمام وعلى الجانبين.

وضمن 14 نظاماً اختبره المعهد، حصل 11 نظاماً على تصنيف «ضعيف» بما في ذلك نظام القيادة الذاتية لشركة تسلا، كما صنفت المنظمة أنظمة القيادة الذاتية على الطرق السريعة من فورد ونيسان بأنها «ضعيفة»، وتم تصنيف نظام سوبر كروز (Super Cruise) الذي تعمل به شركة جنرال موتورز، والذي يعمل بدون استخدام اليدين، على أنه «هامشي».